يتصدّق، فكان بنوه ينهونه عن الصدقة، وكان يمسك قوت سنة وينفق ويتصدّق بالفضل، فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا: {لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ} . وقال سعيد بن جبير: هي أرض باليمن يقال لها: خضروان من صنعاء على ستة أميال.
وعن ابن عباس في قوله: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} ، قال: الصريم: الليل؛ وفي رواية كالرماد الأسود. وعن قتادة: قوله: {فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ * فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ} ، يقول: يسرّون، {أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} ، قال مجاهد: على جدّ قادرين في أنفسهم. وقال سفيان: على حنق. {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ} ، قال قتادة: أي: أضللنا الطريق، {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} ، بل جوزينا فحُرمنا. {قَالَ أَوْسَطُهُمْ} ، قال ابن عباس: أَعْدَلُهُمْ، {أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ} ، قال مجاهد: يقول: تستثنون، فكان التسبيح فيهم الاستنثاء.
قال ابن جرير: هو قول القائل: إن شاء الله. قال ابن كثير: وقيل معناه، أي: هلا تسبحون الله وتشكرونه على ما أعطاكم وأنعم به عليكم؟ {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} ، أتوا بالطاعة حيث لا تنفع. {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا
طَاغِينَ * عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ} ، قال ابن كثير: قيل: رغبوا في بدلها لهم في الدنيا. وقيل: احتبسوا ثوابها في الدار الآخرة. وقال البغوي: قال عبد الله بن مسعود: بلغني أن القوم أخلصوا وعرف الله منهم الصدق، فأبدلهم بها جنة يقال لها: الحيوان، فيها عنب يحمل البغل منه عنقودًا واحدًا. قال الله تعالى: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ} أي: كفعلنا