خلقها زينة للسماء الدنيا ورجومًا للشيطاطين، وعلامات يُهتدى بها، فمن ينال منها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظّه، وأضاع نصيبه وتكلّف ما لا علم به.

قوله عز وجل: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) } .

عن مجاهد: {سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ} يقول: تغلي كما يغلي القدر {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} ، قال ابن عباس: تكاد يفارق بعضها بعضًا وتتفطر. وقال ابن زيد: {مِنَ الْغَيْظِ} على أهل معاصي الله غضبًا لله وانتقامًا له. وعن ابن عباس: قوله: {فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ} ، يقول: بعدًا.

وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} . قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره إن الذين يخافون ربهم بالغيب يقول وهم لم يروه: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} يقول: لهم عفو من الله عن ذنوبهم

{وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} ، يقول وثواب من الله لهم على خشيتهم إياه بالغيب جزيل. وقال ابن كثير: يقول تعالى مخبرًا عمن يخاف مقام ربه فيما بينه وبينه، إذا كان غائبًا عن الناس، فينكف عن المعاصي ويقوم بالطاعات حيث لا يراه أحد إلا الله تعالى، بأنه له {مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} ، أي: تكفّر عنه ذنوبه، ويجازى بالثواب الجزيل، كما ثبت في الصحيحين: «سبعة يظلّهم الله في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظلّه» . فذكر منهم: «رجلاً دعته امرأة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015