وكان إنما يسير ساقة فشكا إليه عبد الله بن أبيّ ابنه، فقال ابنه: والله يا رسول الله لا يدخلها حتى تأذن له، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وعن عاصم بن عمر بن قتادة أن عبد الله بن عبد الله بن أبيّ أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبيّ فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلاً فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان فيها رجل أبرّ بوالده منّي، وإني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله، فلا تدعني نفسي أن أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبيّ يمشي في الناس
فأقتله، فأقتل مؤمنًا بكافر، فأدخل النار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بل نرفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا» . وجعل بعد ذلك اليوم إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه، ويأخذونه ويعنّفونه ويتوعّدونه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب حين بلغه ذلك عنهم من شأنهم: «كيف ترى يا عمر؟ أما والله لو قتلتُه يوم أمرتني بقتله، لأرعدت له آنفٌ لو أمرتُها اليوم بقتله لَقَتَلْتَهُ» ؟ ، فقال عمر: قد والله علمت لأمْرُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم بركة من أمري. رواه ابن جرير.
قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) } .
عن الضحاك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ} قال: الصلوات الخمس. وعن ابن عباس: قال: ما يمنع أحدكم إذا كان له مال يجب عليه فيه الزكاة أن يزكّي؟ وإذا أطاق الحجّ أن يحجّ من قبل أن يأتيه الموت