الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ} قال: قوّينا {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} من آمن مع عيسى - صلى الله عليه وسلم -. قال النخعيّ: أصبحت حجّة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد - صلى الله عليه وسلم - كلمة الله وروحه.
وعن ابن عباس قال: لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج إلي أصحابه - وهم في بيت اثنا عشر رجلاً - من عين في البيت ورأسه يقطر
ماء فقال: إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي، ثم قال: أيّكم يُلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي؟ فقام شابّ من أحدثهم سنًا فقال: أنا، فقال له: اجلس، ثم أعاد عليهم، فقام الشابّ، فقال أنا، قال: نعم أنت ذاك، فألقي عليه شبه عيسى، ورُفع عيسى من رَوْزَنَة في البيت إلى السماء، وجاء الطلب من اليهود وأخذوا شبهه فقتلوه وصلبوه، وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به، فتفرّقوا ثلاث فرق، فقالت فرقة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء، وهؤلاء اليعقوبية. وقالت فرقة: كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه، وهؤلاء النسطورية. وقالت فرقة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه، وهؤلاء المسلمون؛ فتظاهرت الطائفتان الكافرتان على المسلمة فقتلوها، فلم يزل الإِسلام طامسًا حتى بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، {فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ} يعني: الطائفة التي كفرت من بني إسرائيل في زمن عيسى والطائفة التي آمنت في زمن عيسى {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} في إظهار محمد دينهم على دين الكفار {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} .
* * *