مؤذيًا؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أليس الله تعالى يقول: {فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ} خضد الله شوكه، فجعل مكان كلّ شوكة ثمرة فإنها لتنبت ثمرًا وتنفق الثمرة منها عن اثنين وسبعين لونًا من طعام، ما فيها لون يشبه الآخر» . وعن أبي هريرة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلّها مائة عام لا يقطعها، اقرأوا إن شئتم: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} » . متفق عليه. وعن سفيان: {وَمَاء مَّسْكُوبٍ} قال: يجري في غير أخدود. وعن قتادة في قوله: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} ، قال: لا يمنعه شوك ولا بعد.
وقوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ} ، قال ابن كثير: أي: عالية وطئية ناعمة. وقوله تعالى: {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء} ، قال أبو عبيدة: يعني بذلك: الحور العين. وعن الحسن قال: أتت عجوز فقالت: يا رسول الله ادعوا الله تعالى أن يدخلني الجنة، فقال: «يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز» . فولّت تبكي، قال: «أخبروها أنها لا تدخلها
وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً} » . رواه الترمذي. وعن ابن عباس: {عُرُباً أَتْرَاباً} ، قال: العُرب: المتحبّبات المتودّدات إلى أزواجهن. والأتراب: المستويات. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على ضوء أشدّ كوكب درّيّ في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة،