لا يجد غنى ولا يعلم بحاجته فيتصدّق عليه، فذلك المحروم» . وقال ابن زيد: المحروم: المصاب ثمره وزرعه، وقرأ: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ} ، حتى بلغ: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} . وقال أصحاب الجنة: {إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} ، وقال زيد بن أسلم: ليس ذلك بالزكاة، ولكن ذلك مما ينفقون من أموالهم بعد إخراج الزكاة؛ والمحروم الذي يصاب زرعه أو ثمره أو نسل ماشيته، فيكون له حقّ على من لم يصيبه ذلك من المسلمين. قال ابن جرير: والصواب أن الآية عامة في كلّ من حرم الرزق واحتاج.
وقوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ} ، قال قتادة: معتبر لمن اعتبر. وعن ابن الزبير: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} ، قال:
سبيل الخلاء والبول. وقال ابن زيد في قوله: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} ، وقرأ: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ} قال: وفينا آيات كثيرة هذا: السمع، والبصر، واللسان، والقلب يجعل الله فيه العقل. وعن الضحاك في قوله: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ} ، قال: المطر. وقال مجاهد: الجنّة في السماء {وَمَا تُوعَدُونَ} من خيرٍ أو شرّ. وقيل: إن أرزاقكم في الدنيا، {وَمَا تُوعَدُونَ} ، في العقبى كلّها مقدّرة مكتوبة في السماء. وعن الحسن في قوله: ... {فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «قاتل الله أقوامًا أقسم لهم ربهم بنفسه فلم يصدّقوه» .