{وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} إلى آخر الآية، قال: هذا سائقه الذي وكل به.
وقال ابن كثير: {هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} ، أي: معد محضر بلا زيادة ولا نقصان. واختار ابن جرير أن يعم السائق والشهيد. قال مجاهد يقول: هذا الذي وكلتني به من ابن آدم حاضر عندي، وقد أحضرته وأحضرت ديوان أعماله.
وقوله تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} ، قال الزجاج: هذا أمر للسائق والشهيد. وعن ابن عباس: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} ، قال: قرينه: شيطانه. قال ابن زيد: تبرأ منه. وعن ابن عباس في قوله: {لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} ، قال: إنهم اعتذروا بغير عذر، فأبطل الله حجتهم ورد عليهم قولهم. وقال أبو عمران في قول الله: {وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ} ، قال: بالقرآن. وعن مجاهد قوله: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} قد قضيت ما أنا قاض، {وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} . وعن ابن عباس قوله: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ} ؟ قال ابن عباس: إن الله الملك تبارك وتعالى قد سبقت كلمته: {لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} فلما بعث الناس وأحضروا، وسيق أعداء الله إلى النار زمرًا، جعلوا يقتحمون في جهنم فوجًا فوجًا، لا يلقى
في جهنم شيء إلا ذهب فيها، ولا يملأها شيء، قالت: ألست قد أقسمت لتملأني من الجنة والناس أجمعين؟ فوضع قدمه، فقالت حين وضع قدمه فيها: قد قد فإني قد امتلأت فليس لي مزيد؛ ولم يكن يملأها شيء حتى وجدت مس ما وضع عليها، فتضايقت حين جعل عليها ما جعل فامتلأت، فما فيها موضع إبرة. وعن قتادة: قوله: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} يقول: وأدنيت {غَيْرَ بَعِيدٍ} ، {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} قال قتادة: أي: مطيع لله كثير الصلاة {حَفِيظٍ} لما استودعه الله من حقه ونعمته. وقال ابن زيد: الأواب: التواب الذي يؤوب إلى طاعة الله ويرجع إليها؛ {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء