قال ابن إسحاق: وكان حسان غائبًا فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال حسان: جاءني رسوله فأخبرني أنه إنما دعاني لأجيب شاعر بني تميم، فخرجت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقول:

منعنا رسول الله إذ دخل وسطنا ... على أنف راض من معد وراغم

منعناه لما حل بين بيوتنا ... بأسيافنا من كل باغ وظالم

لبيت حريد عزه وثراؤه ... بجابية الجولان وسط الأعاجم

هل المجد إلا السود والعود والندى ... وجاه الملوك واحتمال العظائم

قال: فلما انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقام شاعر القوم فقال ما قال، عرضت في قوله، وقلت على نحو ما قال، قال: فلما فرغ الزبرقان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحسان بن ثابت: «قم يا حسان فأجب الرجل فيما قال» فقام حسان فقال:

إن الذوائب من فهر وإخوتهم ... قد بينوا سنة للناس تتبع

يرضى بهم كل من كانت سريرته ... تقوى الإله وكل الخير يصطنع

قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

سجية تلك منهم غير محدثة ... إن الخلائق فاعلم شرها البدع

إن كان في الناس سباقون بعدهم ... فكل سبق لأدنى سبقهم تبع

لا يرقع الناس ما أو هت أكفهم ... عند الدفاع ولا يوهون ما وقعوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015