وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} ، أي: على أنك نبي صالح صادق وسينصرك ويظهر دينك.
وقوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ} ، قال البغوي: تم الكلام ها هنا. قال ابن عباس: شهد له بالرسالة. وعن قتادة في قوله: {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} ألقى الله في قلوبهم الرحمة بعضهم لبعض، {تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} ، قال عكرمة: هو أثر التراب. وقال مجاهد: هو الخشوع والتواضع. وقال مقاتل: هو النور يوم القيامة. قال عطاء الخراساني: دخل في هذه الآية كل من حافظ على الصلوات الخمس. وعن قتادة في قوله: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} قال: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} . وعن الضحاك في قول الله: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} الآية، قال: هذا مثلهم في التوراة ومثل آخر في الإنجيل {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} قال: ما يخرج بجنب الحقلة فيتم وينهى {فَآزَرَهُ} قال: فشده وأعانه. وقوله: {عَلَى سُوقِهِ} قال: أصوله. وقال ابن زيد في قوله: {فَآزَرَهُ} اجتمع ذلك فالتف؛ وكذلك المؤمنون خرجوا وهم قليل ضعفاء فلم يزل الله يزيد فيهم ويزيدهم بالإسلام، كما زيد هذا الزرع بأولاده، ... {فَآزَرَهُ} فكان مثلاً للمؤمنين {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ} ، قال: يعجب الزراع حسنه {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} بالمؤمنين لكثرتهم. قال ابن جرير:
وإنما جمع الشطء لأنه أريد به من يدخل في دين محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى يوم القيامة {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} .
* * *