«بعثت أنا والساعة كهاتين» يعني: أصبعه الوسطى والتي تلي الإبهام. وسأله أعرابي: متى الساعة؟ قال: «فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة» ، قال: كيف إضاعتها؟ قال: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» .
وقوله تعالى: {فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} ، أي: فمن أين لهم التذكر والاتعاظ والتوبة إذ جاءتهم الساعة؟ نظيره {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} . وعن قتادة: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ} هؤلاء المنافقون دخل رجلان: رجل ممن
عقل عن الله وانتفع بما يسمع، ورجل لم يعقل عن الله فلم ينتفع بما سمع. كان يقال: الناس ثلاثة: فسامع عامل، وسامع عاقل، وسامع تارك. وقال في جامع البيان: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} ، أي: إذا علمت حال الفريقين فاثبت على التوحيد. وقال البخاري: باب العلم قبل القول والعمل، لقول الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} فبدأ بالعلم. قال الحافظ ابن حجر: قوله: باب العلم قبل القول والعمل، قال ابن المنير: أراد به أن العلم شرط في صحة القول والعمل، فلا يعتبران إلا به فهو متقدم عليهما لأنه مصحح للنية المصححة للعمل؛ قوله: فبدأ بالعلم، أي: حيث قال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} ، ثم قال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} والخطاب وإن كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - فهو متناول لأمته. انتهى.
وفي الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطأي