هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} .
وقوله عز وجل: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} أي: إنا كنا نأمر الحفظة أن تكتب أعمالكم عليكم. وعن ابن عباس: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ} نترككم. وفي الحديث: «قال الله تعالى للجَنةِ أَنْتِ رَحْمَتِى أَرْحَمُ بِكِ من أشاءُ وقال للنَّار: أَنتِ عذابي أُعذِّب بك من أشاءُ ولِكُلِّيكما عليّ مِلؤُها» .
وقوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ، قال ابن جرير: يقول: وله العظمة والسلطان في السموات والأرض دون ما سواه من الآلهة والأنداد، وهو العزيز في نقمته من أعدائه، القاهر كل ما دونه ولا يقهره شيء، الحكيم في تدبيره خلقه وتصريفه إياهم فيما شاء كيف شاء.