على هذا درجة، فهو يسخره بالعمل يستعمله به. {وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} ، قال السدي يقول: الجنة خير مما يجمعون في الدنيا. وعن الحسن في قوله: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} ، قال: لولا أن يكون الناس كفارًا أجمعون يميلون إلى الدنيا، لجعل الله تبارك وتعالى الذي قال. ثم قال: والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها؛ وما فعل ذلك، فكيف لو فعله؟ وعن قتادة: {لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ} السقف أعلى البيوت، {وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} ، أي: درجًا عليها يصعدون. قال ابن زيد: {مِّن فَضَّةٍ} . {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ} ، قال: الأبواب من فضة، والسرر من فضة. وعن ابن عباس: {وَزُخْرُفاً} وهو الذهب. وقال ابن زيد في قوله: {وَزُخْرُفاً} لجعلنا هذا لأهل الكفر،
يعني: لبيوتهم سقفًا من فضة وما ذكر معها؛ قال: والزخرف: سمي هذا الذي سمي السقف والمعارج والأبواب والسرر من الأثاث والفرش والمتاع. وعن قتادة: {وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} خصوصًا. وفي الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها، فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة» .
قوله عز وجل: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39) أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (40) فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ (42) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن