طلب الدنيا. وعن السدي: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} ، قال: يوم القيامة يقضي بينهم، {وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ} ، قال: اليهود والنصارى، {لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ} ، {فَلِذَلِكَ فَادْعُ} أي: إلى ما وصينا به الأنبياء من التوحيد {وَاسْتَقِمْ} على الدين {كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} كما أمرني الله.
وقوله: {اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} ، أي: هو المعبود لا إله غيره، {لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} كقوله تعالى: {وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ} ؛ {لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} ، قال مجاهد: لا خصومة، {اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} . قال ابن كثير: اشتملت هذه الآية الكريمة على عشر كلمات مستقلات، كل منها منفصلة عن التي قبلها حكم برأسها،
قالوا: ولا نظير لها سوى آية الكرسي، فإنها أيضًا عشرة فصول كهذه. وعن مجاهد: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ} ، قال: طمع رجال بأن تعود الجاهلية، {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} وقال قتادة: هم: اليهود النصارى قالوا: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن خير منكم. وعن مجاهد قوله: {اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ} ، قال: العدل، {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} . وقال مقاتل: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - الساعة ذات يوم وعنده قوم من المشركين، فقالوا تكذيبًا: متى تكون الساعة؟ فأنزل الله هذه الآية: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} .
قوله عز وجل: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ