أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الإِلوة، وأزواجهم الحور العين، أخلاقهم خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستّون ذراعًا في السماء» .
وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} . عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا أول شفيع، وأنا أول من يقرع باب الجنّة» . رواه مسلم. وعن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قوله: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً} حتى إذا انتهوا إلى بابها إذا هم بشجرة يخرج من أصلها عينان، فعمدوا إلى إحداهما فشربوا منها كأنما أمروا بها، فخرج ما في بطونهم من قذر أو أذى أو قذى، ثم عمدوا إلى الأخرى فتوضأوا منها كأنما أمروا بها، فجرت عليهم نضرة النعيم، فلن تشعث رؤوسهم بعدها أبدًا، ولن تبلى ثيابهم بعدها، ثم دخلوا الجنة فتلقّتهم الولدان كأنهم اللؤلؤ المكنون فيقولون: أبشر. أعدّ الله لك كذا، وأعد لك كذا، وكذا، ثم ينظر إلى تأسيس
بنيانه: جندل اللؤلؤ الأحمر، والأصفر، والأخضر يتلألأ كأنه البرق، فلولا أن الله قضى أن لا يذهب بصره لذهب، ثم يأتي بعضهم إلى بعض أزواجه فيقول: أبشري. قد قدم فلان ابن فلان، فيسمّيه باسمه واسم أبيه. فتقول: أنت رأيته، أنت رأيته؟ ! فيستخفّها الفرح حتى تقوم فتجلس على أُسْكُفَّة بابها فيدخل فيتكئ على سريره ويقرأ هذه الآية: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} وعن مجاهد: قوله: {طِبْتُمْ} ، قال: كنتم طيّبين في طاعة الله.
وقال ابن زيد في قوله: {وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} ، قال: أرض الجنّة، وقرأ: {أَنَّ