والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» . رواه مسلم وغيره.
وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} ، قال مقاتل: ظهر لهم حين بعثوا ما لم يحتسبوا في الدنيا أنه نازل بهم في الآخرة. قال السدي: ظنّوا أنها حسنات فبدت لهم سيئات. قال البغوي: والمعنى: أنهم كانوا يتقرّبون إلى الله بعبادة الأصنام، فلما عوقبوا عليها بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون، {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا
كَسَبُوا} ، أي: مساوئ أعمالهم من الشرك والظلم بأولياء الله، {وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} .
قوله عز وجل: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ (51) أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) } .
عن قتادة: قوله: {ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ} أي: على خبر عندي، {بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ} ، أي: بلاء، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} . وعن السدي: {قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} ، الأمم الماضية، {وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء} ، قال: من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.