قوله عز وجل: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) } .

عن ابن عباس: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ، قال: الأوّاب: المسبّح. وقال قتادة: كان مطيعًا لله كثير الصلاة. وعن قتادة: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} ، يعني: الخيل. قال ابن زيد: والصفن أن تقوم على ثلاث وترفع رجلاً واحدة حتى يكون طرف الحافر على الأرض. قال البغوي: والجياد: الخيار السراع. واحدها: جواد. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد الخيل السوابق.

قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ} ، أي: آثرت حب الخير وأراد بالخير الخيل، وسمّيت الخيل خيرًا لأنه معقود بنواصيها الخير: الأجر، والمغنم. قال مقاتل: {حُبَّ الْخَيْرِ} ، يعني: المال، فهي الخيل التي عرضت عليه، {عَن ذِكْرِ رَبِّي} يعني: الصلاة، وهي صلاة العصر، {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} أي: توارت الشمس بالحجاب، أي: استترت بما يحجبها عن الأبصار، {رُدُّوهَا عَلَيَّ} أي: ردّوا الخيل عليّ، فردّوها، {فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} . انتهى. قال إبراهيم التيمي: كانت

الخيل التي شغلت سليمان عليه الصلاة والسلام عشرين ألف فرس فعقرها. وقال الحسن: فلما عقر الخيل أبدله الله خيرًا منها وأسرع، وهي: الريح تجري بأمره كيف يشاء.

قوله عز وجل: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015