قوله عز وجل: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) } .
قال البغوي: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ} ، أي: القيامة، والبعث. {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} . قال الله تعالى: {مَا يَنْظُرُونَ} ، أي: ينتظرون {إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً} قال ابن عباس: يريد النفخة الأولى، {تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} ، يعني: يختصمون في أمر الدنيا من البيع والشراء، ويتكلمون في المجالس والأسواق. قال: ورُوينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لتقومنّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه ولا يطويناه، ولتقومنّ الساعة وقد رفع الرجل أكلته إلى فيه فلا يَطْعَمُها» . وعن قتادة: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً} ، أي: فيما في أيديهم، {وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} قال: أعلجوا عن ذلك.
قوله عز وجل: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54) } .
قال البغوي: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} وهي النفخة الأخيرة نفخة البعث، وبين النفختين أربعون سنة.