وقال البغوي: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ} ، وجب العذاب، {عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} ، هذا كقوله: {وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} . وعن قتادة: قوله: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ} ، أي: فهم مضلّلون عن كل خير، {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً} ، قال: ضلالات، {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} هدى ولا ينتفعون به. وعن عكرمة قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدًا لأفعلنّ ولأفعلنّ، فأنزلت: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ} إلى ... {فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} قال: فكانوا يقولون: هذا محمد فيقول: أين هو، أين هو؟ لا يبصر.
وقوله تعالى: {وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} ، قال قتادة: واتباع الذكر: اتباع القرآن. وقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا} ، قال قتادة: مِنْ عَمَلٍ. وعن مجاهد: {مَا قَدَّمُوا} أعمالهم وآثارهم، قال: خُطاهم بأرجلهم. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قُرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا بني سلمة دِياركم تُكْتَبْ آثَارُكُمْ» . رواه مسلم وغيره. وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرُها وأجْرُ من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجُورِهم شَيءٌ ومن سن في الإسلام سُنة سَيِّئة كان عليه وِزْرُها وَوِزْرُ من عَمِل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ» . وعن قتادة قوله: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} محصى عند الله في كتاب.