بالتوحيد، {وَلِوَالِدَيْكَ} بالبرّ، {إِلَيَّ الْمَصِيرُ} فأجازيك على عملك. قال سفيان بن عيينة: من صلّى الصلوات الخمس فقد شكر الله، ومن دعا لوالديه في أدبار الصلوات فقد شكرهما.
قال ابن جرير: فإن قال لنا قائل: ما وجه اعتراض هذا الكلام بين الخبر عن وصيتي لقمان ابنه؟ قيل: ذلك أيضًا وإن كان خبرًا من الله تعالى ذكره عن وصيته عباده به، وأنه إنما أوصى به لقمان ابنه فكان معنى الكلام: (وإذ قال لقمانُ لابنه وهو يَعِظُهُ: يا بُنيَّ لا تُشرك بِالله إن الشِّرك لظلم عظيم، ولا تطع في الشرك به والديك، وصاحبهما في الدنيا معروفًا، فإن الله وصّى بهما؛ واستؤنف الكلام على وجه الخبر من الله، وفيه هذا المعنى، فذلك وجه اعتراض ذلك بين الخبرين عن وصيته. انتهى.
وعن قتادة: قوله: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ} ، من خير، وشر، {فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ} ، أي: جبل، {أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ
فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} ، أي: {لَطِيفٌ} باستخراجها، {خَبِيرٌ} بمستقرّها.
وعن ابن جريج في قوله: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} من الأذى في ذلك: {إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} ، قال: إن ذلك مما عزم الله عليه من الأمور، يقول: مما أمر الله به من الأمور.
وعن ابن عباس: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} ، يقول: ولا تتكبّر فتحقّر عباد الله وتعرض عنهم بوجهك إذا كلّموك. وعن الضحاك في قوله: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً} ، قال: بالخيلاء، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} ، قال مجاهد: {مُخْتَالٍ} متكبر، {فَخُورٍ} . قال: يعدّد ما أعطى الله وهو لا يشكر الله.
{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} ، قال: التواضع، {وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ} ، قال قتادة: