{فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا} ، قال: فمنها يصل الخير إليه {وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ} وهو الشرك {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} . وقال ابن زيد في قوله: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا} ، قال: أعطاه الله بالواحدة عشرًا فصاعدًا. قال البغوي: وهذا حسن.

قوله عز وجل: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ... (93) } .

عن مجاهد قوله: {سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} ، قال: في أنفسكم، وفي السماء والأرض والرزق. وقال ابن كثير: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} ، أي: لله الحمد الذي لا يعذّب أحدًا إلا بعد قيام الحجّة عليه والإِنذار إليه، ولهذا قال تعالى: {سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} ، كما قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} .

وقوله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} ، أي: بل هو شهيد على كل شيء. وقد ذكر عن الإِمام أحمد رحمه الله أنه كان ينشد هذين البيتين:

إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا ... تقل خلوتُ ولكن قل عليّ رقيبُ

ولا تحسبنّ الله يغفل ساعة ... ولا أن ما يخفى عليه يغيبُ

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015