قال مقاتل في قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} هم: الأنبياء، والمرسلون.

قال ابن كثير: وقوله تعالى: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} ؟ استفهام، إنكار على المشركين في عبادتهم مع الله آلهة أخرى؛ ثم شرع تعالى يبيّن أنه المنفرد بالخلق والرزق والتدبير دون غيره، فقال تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} . انتهى. وذكر لنا أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - مرّ بقوم في بلاد العينية عند قبر زيد بن الخطاب وهم يقولون: يا زيد يا زيد، فقال لهم: الله خير من زيد، ثم مرّ بهم مرة أخرى وهم يدعون

زيدًا فقال: الله خير من زيد، ثم مرّ بهم الثالثة وهم يدعونهم فقال: الله خير من زيد، فقالوا: صدق الشيخ، وتركوا دعاءه.

وقوله تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} ؟

قال البغوي: معناه آلهتكم خير أم الذي خلق السماوات والأرض؟

وقال ابن كثير: {أَمَّنْ} في هذه الآيات كلها تقديره: أمن يفعل هذه الأشياء كمن لا يقدر على شيء منها؟ هذا معنى السياق وإن لم يذكر الآخر لأن في قوة الكلام ما يرشد إلى ذلك.

وقوله تعالى: {وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ} ، أي: بساتين {ذَاتَ بَهْجَةٍ} ، أي: منظر حسن، {مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا} ، قال ابن كثير: أي: لم تكونوا تقدرون على إنبات أشجارها، وإنما يقدر على ذلك الخالق الرازق المستقلّ بذلك، المنفرد به دون ما سواه من الأصنام والأنداد، كما يعترف به هؤلاء المشركون، {أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ} يعبد وقد تبيّن لهم ولكل ذي لبّ أنه الخالق الرازق؟ .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015