يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191) } .
قال ابن عباس قوله: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ} ، قال: أهل مدين، والأيكة: الملتقى من الشجر. قال ابن زيد: الأيكة: الشجر؛ بعث الله شعيبًا إلى قومه من أهل مدين وإلى أهل البادية. وعن مجاهد قوله: ... {وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ} ، قال: الخليقة.
وقال البغوي: قوله: {قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ} من نقصان الكيل والوزن، وهو مجازيكم بأعمالكم وليس العذاب إليّ، وما عليّ إلا الدعوة، فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظلّة، {إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} . قال ابن جريج: لما أنزل الله عليهم أول العذاب أخذهم منه حرّ شديد، فرفع الله لهم غمامة، فخرج إليها طائفة منهم ليستظلّوا بها، فأصابهم منها روح، وبرد، وريح طيّبة، فصبّ الله عليهم من فوقهم من تلك الغمامة عذابًا، فذلك قوله: {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} .
وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} ، أي: {الْعَزِيزُ} في انتقامه من الظالمين، {الرَّحِيمُ} بعباده المؤمنين.
* * *