رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ (33) } .
قال ابن زيد في قوله: {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} قال: ربّيناك فينا وليدًا فهذا الذي كافأتنا أن قتلت منا نفسًا وكفرت نعمتنا؟ {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} ، قال مجاهد: من الجاهلين. وعن السدي: {فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً} والحكم: النبوّة. وعن مجاهد:
{تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ} ، قال: قهرتهم واستعملتهم. وعن السدي: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ} وربيتني قبلُ وليدًا!
قال ابن كثير: أي: وما أحسنت إليّ وربّيتني مقابل ما أسأت إلى بني إسرائيل، فجعلتهم عبيدًا وخدمًا تصرفهم في أعمالك ومشاقّ رعيتك، أفَيَفي إحسانك إلى رجل واحد منهم بما أسأت إلى مجموعهم؟ أي: ليس ما ذكرته شيئًا بالنسبة إلى ما فعلت بهم.
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} . يقول: أيّ شيء رب العالمين الذي تزعم أنك رسوله؟ {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ} أنه خالقها. أي: إن كانت لكم قلوب موقنة تدلّكم على أن فرعون وغيره لا يخلقون ذلك، {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ} ، أي: ألا تعجبون من هذا في زعمه أن لكم إلهًا غيري؟ {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} الذين كانوا قبل فرعون وزمانه، {قَالَ