ثبتنا عليها، قال البغوي: يعني: لو لم نصبر عليها لصرفنا عنها.
انتهى. وهذه الآية كقوله تعالى: {وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} .
وقوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً} قال ابن عباس: أرأيت من ترك عبادة الله وخالفه، ثم هوى حجرًا فعبده ما حاله عنده؟ وقال ابن كثير: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} ، أي: مهما استحسن من شيء ورآه حسنًا في هوى نفسه، كان دينه ومذهبه، كما قال تعالى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} .
قوله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً (47) } .
عن ابن عباس قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} ، يقول: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، {وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً} ، يقول: دائمًا، {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً} ، يقول: طلوع الشمس. وقال مجاهد: تحويه، {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً} ، قال: حوى الشمس الظلّ.
وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً} ، أي: سترًا تستترون به، {وَالنَّوْمَ سُبَاتاً} راحة لأبدانكم، {وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً} تنتشرون فيه لأشغالكم.