شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} ، قال ابن عباس: هي شجرة وسط الشجر ليست من الشرق ولا من الغرب. وقال عكرمة لا يسترها من الشمس جبل ولا واد إذا طلعت وإذا غربت. وقال مجاهد: إذا طلعت الشمس أصابتها، وإذا غربت أصابتها.
{يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} ، قال البغوي: {يَكَادُ زَيْتُهَا} دهنها {يُضِيءُ} من صفائه، {وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} ، أي: قبل أن تصيبه النار. {نُّورٌ عَلَى نُورٍ} ، يعني: نور المصباح على نور
الزجاجة. قال أبيّ بن كعب: هذا مثل المؤمن، فالمشكاة نفسه، والزجاجة صدره، والمصباح ما جعل الله في قلبه من الإيمان والقرآن، {يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ} وهي: الإخلاص لله وحده.
وقال السدي في قوله تعالى: {نُّورٌ عَلَى نُورٍ} قال: نور النار، ونور الزيت، حين اجتمعا أضاءا ولا يضيء واحد بغير صاحبه كذلك نور القرآن، ونور الإيمان حين اجتمعا، فلا يكون واحد منهما إلاَّ بصاحبه.
{يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} . قال ابن كثير: أي: هو أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الإضلال. وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «القلوب أربعة: قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفّح. فأما القلب الأجرد: فقلب المؤمن سراجه فيه نور. وأما القلب الأغلف: فقلب الكافر، وأما القلب المنكوس: فقلب المنافق عَرَفَ ثم أنكر، وأما القلب المصفّح: فقلب فيه كمثل القرحة يمدّها الدم والقيح، فأي المَدَّتين غلبت على الأخرى غلبت عليه» . رواه أحمد.