وعن ابن عباس في قوله: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ} ، يقول: حسابهم.
وقال البغوي: جزاؤهم الواجب، وقيل: حسابهم العدل، {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} يبين لهم حقيقة ما كان بَعدهم في الدنيا. قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: وذلك أن عبد الله بن أبيّ كان يشكّ في الدين، فيعلم يوم القيامة أن الله هو الحق المبين.
وعن ابن عباس قوله: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} ، يقول: الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثات من القول. وقوله: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ} ، يقول: الطَّيِّبَاتُ من القول لِلطَّيِّبِينَ من الرجال، والطيّبون من الرجال للطيّبات من القول: نزلت في الذين قالوا في زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - ما قالوا من البهتان) . وقال ابن زيد: نزلت في عائشة حين رماها المنافق بالبهتان والفرية، فبرأها الله من ذلك؛ وكان عبد الله بن أبيّ هو خبيثًا، وكان هو أولى بأن تكون له الخبيثة ويكون لها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طيبًا، وكان أولى أن تكون له الطيّبة،
وكانت عائشة الطيّبة، وكان أولى أن يكون لها الطيّب {أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} قال ها هنا: بُرّئت عائشة {لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} .
* * *