أعرض عن أذاهم إيّاك. قال الحسن: والله لا يصيبها صاحبها حتى يكظم غيظًا، ويصفح عما يكره.

وقال ابن زيد في قوله: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} خَنْقُهُمُ الناس فذلك همزاتهم، {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ} في شيء من أمري. وقال ابن عباس: همزات الشياطين: نزعاتهم.

وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} ، قال قتادة: ما تمنّى أن يرجع إلى أهله وعشيرته، ولا ليجمع الدنيا ويقضي الشهوات، ولكن تمنّى أن يرجع فيعمل بطاعة الله، فَرَحِمَ الله امرءًا عمل فيما يتمنّاه الكافر إذا رأى العذاب.

وقوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} . قال البغوي: {كَلَّا} كلمة ردع وزجر، أي: لا يرجع إليها {إِنَّهَا} يعني: سؤاله الرجعة، {كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} ولا ينالها، {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ} ، أي: أمامهم وبين أيديهم حاجز {إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} . وقال الضحاك: البرزخ: ما بين الموت إلى البعث.

قوله عز وجل: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ (101) فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015