وقوله تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ} . قال البغوي: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ} على ما جئتَهم به {خَرْجاً} أجرًا وجُعْلاً، ... {فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ} يعني: ما يعطيك الله من رزقه وثوابه خير، {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} .

قوله عز وجل: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (73) وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74) وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75) وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77) } .

عن ابن عباس قوله: {وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} ، يقول: عن الحق عادلون. وعن ابن جريج في قوله: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ} ، قال: الجوع. {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ} ، قال: الجوع، والجدب، {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا

يَتَضَرَّعُونَ} ، قال الحسن: إذا أصاب الناس من قِبَلِ الشيطان بلاء، فإنما هي نقمة فلا تستقبلوا نقمة الله بالحمية، ولكن استقبلوها بالاستغفار وتضرّعوا إلى الله.

وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} . قال ابن كثير: أي: حتى إذا جاءهم أمر الله وجاءتهم الساعة بغتة، فأخذهم من عذاب الله ما لم يكونوا يحتسبون، فعند ذلك أُبْلِسُوا من كل خير، وأيسوا من كل رحمة، وانقطعت آمالهم ورجاؤهم.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015