حارثة بن سراقة يوم بدر فقالت أمه: يا رسول الله إن كان ابني من أهل الجنة لم أبك عليه، وإن كان من أهل النار بالغت في البكاء، قال: «يا أم حارثة إنها جنات في عدن، وإن ابنك قد أصاب الفردوس الأعلى من الجنة» .
قوله عز وجل: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) } .
عن قتادة في قوله: {مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ} ، قال: استُلّ آدم من طين، وخُلقت ذريته من ماء مهين؛ وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله، وعمله، وشقيّ، أو سعيد» . الحديث متفق عليه.
وعن أبي العالية: {ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ} ، قال: نفخ الروح فيها، {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} ، قال مجاهد: يصنعون ويصنع الله، والله خير الصانعين. وعن ابن عباس: {ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ} ، يعني: ننقله
من حال إلى حال، إلى أن خرج طفلاً، ثم نشأ صغيرًا، ثم احتلم، ثم صار شابًّا، ثم كهلاً، ثم شيخًا، ثم هرمًا.
قوله عز وجل: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17) } .