قال عطاء: نزلت هؤلاء الآيات: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} في الذين تبارزوا يوم بدر: حمزة، وعلي، وعبيدة بن الحارث، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة. إلى قوله: {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} .
وقال مجاهد: هم الكافرون والمؤمنون، اختصموا في ربهم، {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ} ، قال: الكافر قُطّعت له ثياب من نار، والمؤمن يدخله الله جنات تجري من تحتها الأنهار. وروى ابن جرير وغيره عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الجحيم يصبّ على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه، فيسلت ما في جوفه حتى يبلغ قدميه، وهو
الصَّهر، ثم يعاد كما كان» . وروى ابن جرير عن أبي ظبيان قال: النار سوداء مظلمة لا يضيء لهيبها ولا جمرها، ثم قرأ: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا} ، وقد ذكر أنهم يحاولون الخروج من النار حين تجيش جهنم فتلقي من فيها إلى أعلى أبوابها فيريدون الخروج فتعيدهم الخزان فيها بالمقامع، ويقولون لهم إذا ضربوهم: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} .
ولما ذكر تعالى حال أعدائه في النار، ذكر حال أوليائه في الجنة فقال: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} . وفي الصحيح: «لا تلبسوا الحرير فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة» . وورد في الحديث الآخر: «الذهب والحرير