ابن عباس: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} ، يقول: لعل ما أقرب لكم من العذاب والساعة: أن يؤخر عنكم لمدتكم، {وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} فيصير قولي ذلك لكم فتنة {قَالَ رَبِّ احْكُم ... بِالْحَقِّ} ، قال: لا يحكم بالحق إلاَّ الله ولكن إنما استعجل بذلك في الدنيا يسأل ربّه على قومه.
وقال ابن كثير: وقوله: {وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} أي: على ما يقولون ويفترون من الكذب. وقال البغوي: فإن قيل: كيف قال: {احْكُم بِالْحَقِّ} والله لا يحكم إلاَّ بالحق؟ ! قيل: الحق ها هنا بمعنى: العذاب، لأنه استعجل العذاب لقومه فعُذّبوا يوم بدر، نظيره قوله تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} .
* * *