فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي ... الْمُؤْمِنِينَ} » . رواه ابن جرير. وفي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال: أنا خير من يونس بن متى فقد كذب» .
قوله عز وجل: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ (91) } .
عن قتادة قوله: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} ، كانت عاقرًا فجعلها الله ولودًا، {وَوَهَبْنَا لَهُ} منها: {يَحْيَى} . وقال عطاء: كان في خلقها شيء فأصحلها الله.
وعن ابن جريج أنهم: {كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً} ، قال: {رَغَباً} في رحمة الله، {وَرَهَباً} من عذاب الله.
وقوله تعالى: {وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} ، أي: متواضعين. قال قتادة: ذللاً لأمر الله. وقال مجاهد: الخشوع هو: الخوف اللازم في القلب. وقوله تعالى: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} ، يعني: مريم عليها السلام، حفظت فرجها من الحرام، وأمر الله جبريل فنفخ في جيب درعها