قال ابن كثير: أي: فاعلين لما يأمرون الناس به.

قوله عز وجل: {وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) } .

قال البغوي: {وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً} ، يعني: الفصل بين الخصوم بالحق، {وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ} ، يعني: سدومًا. وكان أهلها يأتون الذكران في أدبارهم، {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} .

قوله عز وجل: {وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77) } .

قال البغوي: {وَنُوحاً إِذْ نَادَى} دعا، {مِن قَبْلُ} ، يعني: من قبل إبراهيم ولوط، {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} ، قال ابن عباس: من الغرق وتكذيب قومه؛ وقيل: لأنه كان أطول الأنبياء عمرًا، وأشدّهم بلاء. والكرب أشد الغم، {وَنَصَرْنَاهُ} منعناه، {مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} أن يصلوا إليه بسوء. وقال أبو عبيدة: يعني على القوم: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} .

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015