خَامِدِينَ} ، قال قتادة: فلما رأوا العذاب وعاينوه لم يكن لهم مجير إلاَّ قولهم: ياويلنا إنا كنا ظالمين، حتى دمرّ الله عليهم وأهلكهم.
قوله عز وجل: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) } .
عن قتادة قوله: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} ، يقول: ما خلقناهما عبثًا ولا باطلاً. وعن مجاهد في قوله: {لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً} ، قال: زوجة، {لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا} ، من عندنا، وما خلقنا جنة، ولا نارًا، ولا موتًا، ولا بعثًا. وعن قتادة قوله: {لَوْ أَرَدْنَا
أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً} الآية، أي: أن ذلك لا يكون ولا ينبغي. وقوله: {إِن كُنَّا فَاعِلِينَ} ، يقول: ما كنا فاعلين. وقيل: إن كنا ممن يفعل ذلك لاتخذناه من لدنا، ولكنا لم نفعله لأنه لا يليق بالربوبية، {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} ، أي: فبطل كذبهم بما نبين من الحق؛ ثم أوعدهم فقال: {وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} الله بما لا يليق به من الصاحبة، والولد، والشريك.
{وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} خَلْقًا، وملكًا، وعبيدًا، {وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} ، قال قتادة: لا يعيون. وقال ابن زيد: لا يملّون، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} ، قال قتادة: يقول: الملائكة الذين هم عند الرحمن لا يستكبرون عن عبادته ولا يسأمون فيها؛ وذكر لنا: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالس مع أصحابه إذ قال: «تسمعون ما أسمع» ؟ قالوا: ما نسمع من شيء يا