لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} ، فتراود السحرة بينهم، وقال بعضهم لبعض: ما هذا بقول ساحر.
وقال ابن كثير: وقوله: {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} ، أي: ويستبدّا بهذه الطريقة وهي: السحر. وقال ابن عباس: يعني: ملكهم الذي هم فيه والعيش. وقال علي بن أبي طالب: يصرفان وجوه الناس إليهما.
قال ابن كثير: وقوله: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً} ، أي: اجتمعوا كلكم صفًا واحدًا، وألقوا ما في أيدكم مرة واحدة لتبهروا الأبصار وتغلبوا هذا وأخاه، {وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} منا ومنه.
قوله عز وجل: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) } .
عن السدي قال: قالوا: يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى قال: بل ألقوا، فألقوا حبالهم وعصيهم وكانوا بضعة وثلاثين ألف
رجل ليس منهم رجل إلاَّ ومعه حبل وعصا. وعن وهب بن منبه قال: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا} فكان أول ما اختطفوا بسحرهم بصر موسى، وبصر فرعون، ثم أبصار الناس بعد، ثم ألقى كل رجل منهم ما في يده من العصي والحبال، فإذا هي حيّات كأمثال الحبال، قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضًا.