قال البغوي: قوله عز وجل: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} ؟ سؤال تقرير، والحكمة في هذا السؤال تنبيهه وتوقيفه على أنها عصا، حتى إذا قلبها حية علم أنها معجزة عظيمة.
وقوله تعالى: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} ، قال السدي يقول: أضرب بها الشجر للغنم فيقع الورق.
وعن ابن عباس في قوله: {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} ، قال: حوائج أخرى قد علمتها، {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} ، أي: عصا كما كانت.
وعن مجاهد قوله: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ} ، قال كفّه تحت عضده، {تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} ، قال: من غير برص {لِنُرِيَكَ
مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى} . قال ابن جرير: كي نريك من أدلّتنا الكبرى على عظيم سلطاننا وقدرتنا.
قوله عز وجل: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً (35) } .
قال مجاهد في قوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي} ، قال: لجمرة نار أدخلها في فيه عن أمر امرأة فرعون، تردّ به فرعون حين أخذ بلحيته.
وعن ابن عباس قوله: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} ، يقول: اشدد به ظهري.
وقوله: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} .