لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ
دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ (66) وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللهَ وَلاَ تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (71) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ (77) وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ (79) } .
عن قتادة: {وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ} ، قال: أُمِرَ أن يكون خلف أهله يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا. وعن مجاهد: {وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ} لا يلتفت وراءه أحد ولا يعرج.
وقال ابن عباس: قوله: {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ} ، يعني: استئصال هلاكهم مصبحين. وعن قتادة: قوله: {وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ} استبشروا بأضياف نبي الله لوط - صلى الله عليه وسلم - حين نزلوا، لِمَا أرادوا أن يأتوا إليهم من المنكر، وقال في قوله: {أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ} ألم ننهك أن تضيف أحدًا؟ .
وعن ابن عباس في قول الله: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} ، قال: ما حلف الله تعالى بحياة أحد إلا بحياة محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال: وحياتك يا
محمد وعمرك وبقائك في الدنيا: {إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} ، أي: في ضلالتهم {يَعْمَهُونَ} ، أي: يلعبون. وقال مجاهد: يترددون. وعن ابن عباس أيضًا: يتمادون؟ وقال بعض المفسرين: ثم قالت الملائكة للوط عليه السلام: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} فكيف يقبلون قولك؟ .
وعن ابن جريج: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ} ، قال: حين أشرقت الشمس.