فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} ، فقال الآخر: ما يجوز لمثلي ومثلك أن يفسر القرآن. فسكت الرجل، وكان حليمًا وهو في بيت الآخر، فخرجت عليهم جارية جميلة فقال: يا فلان من هذه؟ قال: بنتي. فقال: لو تزوجتها. فضحك به وقال: أتزوج بنتي! فقال الرجل: هل في ذلك بأس. فقال: ما تسمع قول الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ} فقال: إنك تقول ما يجوز لمثلي ومثلك أن يفسر القرآن.

والمقصود: أن من كان لسانه عربيًا، وفطرته مستقيمة، يعرف معنى القرآن بمجرد سماعه وكثيرًا ما يسألني الأعراب، وغيرهم عن مسائل غامضة في الأيتام، فأتلوا عليهم قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} ، فيعرفون الجواب بمجرد التلاوة، ويقنعون، فإذا انضم إلى العربية والفطرة السليمة معرفة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ذلك نورًا على نور، والله الهادي والموافق للصواب.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015