شجر الجنة منها أغصانها، من وراء سور الجنة. وقال عكرمة: {طُوبَى} ، قال: نِعْمَ ما لَهم. وقال قتادة يقول: حسن لهم، وهي كلمة من كلام العرب. وعن الضحاك: {طُوبَى لَهُمْ} غبطة لهم، {وَحُسْنُ مَآبٍ} ، قال: حسن منقلب.
وقوله تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} ، قال البغوي: سبب نزولها أن أبا جهل سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الحجر يدعو: «يا الله يا رحمن»
فرجع إلى المشركين فقال: إن محمدًا يدعو إلهين، يدعو الله ويدعو إلهًا آخر يسمى الرحمن، ولا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، فنزلت هذه الآية، ونزل قوله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} .
وعن قتادة: قوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} ذكر لنا أن قريشًا قالوا: إن سرّك يا محمد أن نتّبعك فسيّر لنا جبال تهامة، أو زد لنا في حرمنا حتى نتّخذ قطائع نحترف فيها، أو أَحْيِ لنا فلانًا وفلانًا ناسًا ماتوا في الجاهلية، فأنزل الله تعالى: ... {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} ، يقول: لو فعل هذا بقرآن قبل قرآنكم لفعل بقرآنكم.
وعن ابن عباس: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ} ، يقول: يعلم.
وقال ابن كثير: وقوله: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ} ، أي: من إيمان جميع الخلق ويعلموا ويتبيّنوا {أَن لَّوْ يَشَاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً} فإنه ليس ثمّ حجّة ولا معجزة أبلغ ولا أنجع في العقول من هذا القرآن وعن قتادة: قوله: {وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ} أي: بأعمالهم أعمال السوء {أَوْ تَحُلُّ