وعن السدي: {إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللهُ} ولكن صنعنا له بأنهم قالوا: {فَهُوَ جَزَاؤُهُ} . وقال ابن جريج قوله: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء} يوسف وإخوته أوتوا علمًا فرفعنا يوسف فوقهم في العلم.
وعن ابن عباس: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} ، قال: يكون هذا أعلم من هذا، وهذا أعلم من هذا، والله فوق كل عالم.
قال ابن إسحاق: لما رأى بنو يعقوب ما صنع أخو يوسف ولم يشكّوا أنه سرق، قالوا أسفًا عليهم لِمَا دخل عليهم في أنفسهم تأنيبًا له، {إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ} فلما سمعها يوسف قال: {أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً} سرًّا في نفسه {وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} {وَاللهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ} . قال مجاهد: أول ما دخل على يوسف من البلاء أن عمته ابنة إسحاق، وكانت أكبر ولد إسحاق، وكانت إليها منطقة إسحاق وكانوا يتوارثونها بالكبر، وكان من اختبأها ممن وليها كان له سلمًا لا ينازع فيه يصنع فيه ما شاء، وكان يعقوب حين ولد له يوسف، كان قد حضنته عمته، فكان معها وإليها، فلم يحب أحد شيئًا حبها إياه، حتى إذا ترعرع وبلغ سنوات ووقعت نفس يعقوب عليه، فأتاها فقال: يا أخيّة سلّمي إليّ يوسف، فوالله ما أقدر على أن يغيب عني ساعة، فقالت: والله ما أنا بتاركته، والله ما أقدر أن يغيب عني ساعة، قال: فوالله ما أنا بتاركه، قالت: فدعه عندي أيامًا أنظر إليه وأسكن عنه لعل ذلك يسلّيني عنه، أو كما قالت، فلما خرج من عندها يعقوب عمدت إلى منطقة إسحاق فحزمتها على يوسف من تحت ثيابه، ثم قالت: لقد فقدت منطقة إسحاق فانظروا من أخذها ومن أصابها، فالتمست ثم قالت: اكشفوا أهل البيت، فكشفوهم فوجدوها مع يوسف، فقالت: والله إنه لي لسلم أصنع فيه ما شئت قال: وأتاها يعقوب، فأخبرته الخبر، فقال لها: أنت وذاك، إن كان فعل ذلك، فهو سلم لك، ما
أستطيع غير ذلك، فأمسكته فما قدر عليه يعقوب حتى ماتت. قال: فهو الذي يقول إخوة يوسف: {إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ} .
وعن قتادة: {فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} أما الذي أسرّ في نفسه فقوله: {أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ} .