قال البغوي: أي: لا يهلكهم وأهلها مصلحون فيما بينهم، يتعاطون الإِنصاف ولا يظلم بعضهم بعضًا، وإنما يهلكهم إذا تظالموا.

وعن قتادة: قوله: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً} يقول: لجعلهم مسلمين كلهم وعن عطاء: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} ، قال: اليهود والنصارى والمجوس، {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} ، قال: هم الحنيفية. وعن مجاهد: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} ، قال: أهل الباطل، {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} ، قال: أهل الحق: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} ، قال الفراء: خلق أهل الرحمة للرحمة وأهل الاختلاف للاختلاف. وقال الحسن: أما أهل رحمة الله فإنهم لا يختلفون اختلافًا يضرّهم.

قوله عز وجل: {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122) وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) } .

عن ابن جريج: قوله: {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} ، قال: لتعلم ما لقيت الرسل قبلك من أممهم.

وقوله تعالى: {وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} .

قال البغوي: خصّ هذه السورة تشريفًا، وإن كان قد جاءه الحق في جميع السور. والله أعلم.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015