نعبد الآلهة التي كانت آباؤنا تعبدها؟ {وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} يعنون: أنهم لا يعلمون صحة ما يدعوهم إليه من توحيد الله.
قوله عز وجل: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) } .
قال ابن كثير: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي} فما أرسلني به إليكم على يقين وبرهان، {وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ} وتركت دعوتكم إلى الحق وعبادة الله وحده؟ فلو تركته لما نفعتموني، ولما زدتموني، {غَيْرَ تَخْسِيرٍ} ، أي: خسارة، {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً} ، وذلك أن قومًا طلبوا منه أن يخرج ناقة عشراء
من هذه الصخرة، فدعا صالح عليه السلام فخرجت منه ناقة وولدت في الحال ولدًا. فقال لهم: ذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب.
قوله عز وجل: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ (68) } .
عن قتادة: {تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ} ، قال: بقية آجالهم، وذكر لنا أن صالحًا حين أخبرهم أن العذاب أتاهم، لبسوا الأنطاع والأكسية وقيل لهم: إن آية ذلك أن تصفرّ ألوانكم أول يوم، ثم تحمرّ في اليوم الثاني، ثم تسودّ في اليوم الثالث.