قوله: {فَلاَ تَبْتَئِسْ} ، يقول: فلا تأس ولا تحزن. وعن ابن عباس: قوله: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} وذلك أنه لم يعلم كيف صنعة الفلك، فأوحى الله إليه أن تصنعها على مثل جؤجؤ الطائر. وعن قتادة في قوله: {بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} قال: بعين الله ووحيه. وعن ابن جريج: {وَلاَ تُخَاطِبْنِي} قال: يقول: ولا تراجعني، قال: تقدم أن لا يشفع لهم عنده.
وقوله تعالى: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو رحم الله أحدًا من قوم نوح لرحم أم الصبي» ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كان نوح مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعوهم إلى الله، حتى كان آخر زمانه غرس شجرة فعظمت وذهبت كل مذهب، ثم قطعها ثم جعل يعمل سفينة، ويمرّون فيسألونه فيقول: أعملها سفينة، فيسخرون منه ويقولون: يعمل سفينة في البر! فكيف تجري؟ فيقول: سوف تعلمون، فلما فرغ منها، وفار التنور، وكثر الماء في السكك، خشيت أم الصبي عليه،
وكانت تحبه حبًا شديدًا، فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه، فلما بلغها الماء خرجت حتى بلغت ثلثي الجبل، فلما بلغها الماء خرجت