قوله عز وجل: {آلَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5) } .
عن الحسن في قوله: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} قال: أحكمت بالأمر والنّهي، وفصّلت بالثواب والعقاب. وقال قتادة: أحكمها الله من الباطل، ثم فصلّها بعلمه فبيّن حلاله وحرامه، وطاعته، ومعصيته.
وعن مجاهد: {يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} ، قال: الموت {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} ، قال: ما احتسب به من ماله، أو عمل بيده، أو رجله، أو كَلِمه، أو ما تطوع به من أمره كله.
وقوله تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ} . قال مجاهد: يثنون صدورهم شكًّا وامتراءً في الحق {لِيَسْتَخْفُواْ} من الله إن استطاعوا. وعن ابن عباس: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} ، يقول: يكتمون ما في قلوبهم {أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ} ما عملوا بالليل والنهار. وعن الحسن في قوله: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ} ، قال: من
جهالتهم به؛ قال الله: {أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} في ظلمة الليل في أجواف بيوتهم، يعلم تلك الساعة، {مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} .