الثاني: ظاهر إطلاق المصنف أن "بل" تعطف الجملة كما تعطف المفرد.

وقد صرح به الشارح في قوله: فإن كان المعطوف بها جملة.

وذكر غيره أنها لا تكون قبل الجملة عاطفة.

الثالث: قال في التسهيل: وتزاد "لا" قبل "بل"؛ لتأكيد التقرير وغيره. انتهى1.

فإذا زيد بعد إيجاب أو أمر نحو: "قام زيد لا بل عمرو" و"اضرب زيدا لا بل عمرا" فهي لتأكيد الإضراب عن جعل الحكم للأول.

وإذا زيدت بعد نفي أو نهي نحو: "ما قام زيد لا بل عمرو" و"لا تضرب خالدا لا بل بشرا".

فهي لتأكيد بقاء النفي والنهي.

وذهب الجزولي إلى أنها بعد الإيجاب والأمر نفي، وبعد النفي والنهي تأكيد.

ومنع ابن درستويه زيادتها معها بعد النفي.

وقال ابن عصفور: لا ينبغي أن يقال بزيادتها مع "بل" في النفي والنهي إلا أن يشهد له سماع، قيل: وهو مسموع من كلام العرب.

الرابع: قد تكرر "بل" في الجمل رجوعا عما ولي المتقدمة "نحو"2:

{بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} 3.

وتنبيها على رجحان ما ولي المتأخرة، نحو: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} 4.

ولما ذكر معاني حروف العطف, شرع في ذكر أحكام تتعلق بالباب فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015