واعلم أن الوصف المذكور إنما يتعين جعله مبتدأ، وما بعده فاعلا سد مسد الخبر إذا كان مفردا وما بعده مثنى أو مجموعا.
أما إذا طابق ما بعده فله ثلاثة أحوال أشار إليها بقوله:
والثان مبتدا وذا الوصف خبر ... إن في سوى الإفراد طبقا استقر
فأحد الأحوال: أن يتطابقا في التثنية نحو "أقائمان الزيدان".
والثاني: أن يتطابقا في الجمع نحو "أقائمون الزيدون".
وإعراب هاتين الصورتين واحد، وهو أن الوصف خبر وقدم والثاني مبتدأ مؤخر ولا يجوز أن يكون الوصف فيهما مبتدأ وما بعده فاعلا لتحمله الضمير إلا على لغة "أكلوني البراغيث"1.
والثالث: أن يتطابقا في الإفراد نحو: "أقائم زيد" فيجوز فيه الوجهان.
فإن جعل الوصف مبتدأ وما بعده فاعل لم يكن فيه ضمير.
وإن جعل خبرا مقدما وما بعده مبتدأ كان فيه ضمير.
ثم أشار إلى رافع المبتدأ بقوله:
ورفعوا مبتدأ بالابتدا ... كذاك رفع خبر بالمبتدا
ما ذكر هو "أحد المذاهب السبعة2 وهو"3 الصحيح ومذهب سيبويه4.