.. وَالْأَمر مِنْهُ الحتم لَا تَخْيِير فِيهِ عِنْد ذِي عقل وَذي إِيمَان
إِن وَافَقت قَول الرَّسُول وَحكمه ... فعلى الرؤوس تشال كالتيجان
أَو أشكلت عَنَّا توقفنا وَلم ... نجزم بِلَا علم وَلَا برهَان
فَهُوَ المطاع وَأمره العالي على ... أَمر الورى وَأمر ذِي السُّلْطَان
وعَلى الْعباد جَمِيعهم حَتَّى على النَّفس الَّتِي قد ضمهَا الجنبان ...
شرع النَّاظِم رَحمَه الله فِي بَيَان الْحُقُوق الَّتِي لله وَرَسُوله فَذكر أَن حق الله سُبْحَانَهُ هُوَ عِبَادَته بأَمْره لَا بهوى النَّفس وَذَلِكَ كَالْحَجِّ وَالصَّلَاة وَالذّبْح وَالسُّجُود وَالنّذر وَالْيَمِين وَالتَّوْبَة والتوكل والانابة والتقى والرجاء والخشية والاستعانة وَالتَّكْبِير والتهليل وَنَحْوهَا فَكل هَذَا حق لله لَا يشركهُ فِيهِ غَيره لَا ملك مقرب وَلَا نَبِي مُرْسل وَأما الْمُخْتَص بالرسول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ التعزيز والتوقير كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {لتؤمنوا بِاللَّه وَرَسُوله وتعزروه وتوقروه} الْفَتْح وَأما الْحبّ والايمان والتصديق فَهِيَ مُشْتَركَة بَين الله وَرَسُوله فقد وضحت الْحُقُوق الثَّلَاثَة وَهَذَا معنى قَوْله هذي تفاصيل الْحُقُوق الثَّلَاثَة الخ
قَوْله وَرَسُوله فَهُوَ المطاع وَقَوله الخ يدل على هَذَا قَوْله تَعَالَى {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم} النِّسَاء الْآيَة