" التَّهْذِيب "، فَقَالَ فِيهِ: وعَلى أَن مَا ذكره الْخَطِيب يبطل بعضه بَعْضًا، لِأَنَّهُ جعل مُحَمَّد بن حبَان بن بكر بن عَمْرو مُحَمَّد بن حبَان بن الازهر الْقطَّان الْعَبْدي، وَيَكْفِي ذكر نسبهما فِي الْفرق بَينهمَا، على أَن مُحَمَّد بن حبَان بن بكر بن عَمْرو، نزيل بَغْدَاد، وَبهَا مَاتَ، وَمُحَمّد بن حبَان بن الازهر أَقَامَ بِالْبَصْرَةِ، وَحدث عَنهُ البصريون.
وَقَالَ فِي " الْإِكْمَال " بعد ذكره كَلَام الصُّورِي الَّذِي قدمْنَاهُ، فَقَالَ: وَلم يَأْتِ رَحمَه الله بِشَيْء، وَقَالَ: فَإِن كَانَ الصُّورِي شَيخنَا تصور لَهُ أَن هَذَا هُوَ ذَلِك، فالنسب يفرق بَينهمَا، وَعبد الْغَنِيّ على الْحق فِي الْفرق بَينهمَا، وَإِن كَانَ عبد الْغَنِيّ قد غلط فِي قَوْله: حبَان بِالْفَتْح، وَقد اتقنه الصُّورِي بِالضَّمِّ، فقد غلط الصُّورِي فِي تصَوره انهما وَاحِد وهما اثْنَان، كل وَاحِد مِنْهُمَا مُحَمَّد بن حبَان، بِالضَّمِّ، وعَلى أَن الصُّورِي لَا يجد فِي مشايخه من يكون اجود تحريا وتيقظا من عبد الْغَنِيّ، وَقد كتبه عَن أبي الطَّاهِر، وَهُوَ متقن ثَبت، وَكَانَ عبد الْغَنِيّ وَقت مَا كتب عَن القَاضِي فِي عداد الْحفاظ تيقظا وضبطا.
وَقَالَ الْأَمِير أَيْضا بعد ذكره كَلَام عبد الْغَنِيّ فِي شيخ شيخ أبي طَاهِر الذهلي القَاضِي، فَقَالَ: وغلطه فِيهِ الْخَطِيب، وَالْحق مَعَ عبد الْغَنِيّ فِيمَا اعْلَم وَهُوَ متقن، لَا يخفى عَلَيْهِ أَمر شيخ شَيْخه، وَكَانَ القَاضِي أَبُو طَاهِر أَيْضا من المتشبتين المتقنين لَا يخفى عَلَيْهِ أَمر شُيُوخه. انْتهى.