كتاب العِتْق

مقدمة

العتق: بكسر العين، وسكون التَّاء، يُقال: عَتَقَ العبدُ -من باب ضرب- عَتْقاً وعِتَاقاً وَعَتَاقَة، فهو عتيق.

والعتق لغة: الخلوصُ والحريَّة، والخروجُ من الملكية.

قال الأزهري: هو مشتق من قولهم: عَتَقَ الفرسُ: إذا سبق ونجا، وعتق الفرخ: طار واستقل؛ لأنَّ العبد يتخلَّص بالعتق ويذهب حيث شاء، فصارت المادَّة تعبِّر عن الكرم، وما يتصل به، فيقال: فرس عتيق رائع، وعِتَاقُ الطير: كرائمها.

وشرعاً: تحرير الرقبة، وتخليصها من الرق، وتثبيتُ الحرية لها.

والأصل فيه الكتاب، والسنَّة، والإجماع:

فأمَّا الكتاب: فمثل قوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} [النساء: 92].

وأمَّا السنَّة: فكثيرةٌ جدًّا؛ ومنها ما جاء في البخاري (6715) ومسلم (1509) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أعتق رقبة مسلمة، أعتق الله بكلِّ عضوٍ منه عضواً منه من النَّار، حتَّى فرجه بفرجه". وأحاديث الباب الآتية.

وأجمعت الأمَّة على صحَّة العتق، وحصولِ القربة به.

وهنا مبحثان:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015