628 - وَعَنْ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- "أَنَّهُ قَبَّلَ الحَجَرَ، وَقَالَ: إِنِّي أعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، لاَ تَضرُّ ولاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أنِّي رَأيْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يُقَبلُّكَ مَا قَبَّلتُك" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (?).

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* ما يؤخذ من الحديث:

1 - يؤخذ من كلام هذا الإمام الملهم أصلٌ شرعيٌّ عظيمٌ، هو أنَّ الأصل في العبادات الحظر والمنع، فلا يشرع منها إلاَّ ما شرعه الله ورسوله، فلا مجال للرأي والاستحسان في ذلك، كما نبَّه على أنَّ القدوة في ذلك خاصَّة هو النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنَّه المبلغ عن الله تعالى، فهو القدوة والأسوة في الأمور الشرعية.

2 - قال النووي: وإنما قال: "لا تضر ولا تنفع" لئلا يغتر بعض قريبي العهد بالإسلام الذين أَلِفُوا عبادة الأحجار وتعظيمها، رجاء نفعها، وخوف الضرر بالتقصير في تعظيمها، فخاف عمر أن يراه بعضُهم يقبله، ويُعنى به فيشتبه عليه، فبيَّن له أنَّه حجر مخلوق كباقي المخلوقات، التي لا تضر، ولا تنفع، وأشاع عمر هذا في الموسم ليشهد في البلدان، ويحفظ عنه أهل الموسم.

3 - ما أشبه الليلة بالبارحة، فإنَّ كثيرًا من البلاد الإسلامية لديهم من الجهل بشرعهم، وتوحيد الله تعالى الذي هو أصل الدين، مثلما هو عند أهل الجاهلية، فما أحوج المسلمين إلى من يبصرهم بأمر دينهم، ويلقنهم إياه على حقيقته، التي أرادها الله تعالى منهم، حينما بعث الله رسوله، وأنزل عليه كتابه المبين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015